تعزية | في رحيلُ أمّ المقاومين “فاطمتو منت الخليل” امرأةٌ أنجبت وطناً.

20

«12-أكـتوبر» العيون المحتلة /  الصحراء الغربية

السبت: 06 ديسمبر 2025

بسم الله الرحمن الرحيم

«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

بقلوب يملؤها الإيمان، وتغمرها رهبة الفقد، وتتكلل بروح الانتماء لشعبٍ لا يموت، تتقدّم المنصّة الصحراوية: 12-أكتوبر للإعلام والتواصل بأحرّ التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أبناء الفقيدة:

المناضل والمقاتل: “التلميذي ولد المصلح”، وأشقائه المناضلين“الحفظ وسلامة”، وجميع أبنائها وبناتها، وإلى كافة أهلها وذويها، وإلى عموم الشعب الصحراوي في هذا المصاب الجلل.

رحلت عن دنيانا الأم “فاطمتو منت الخليل ولد اعلي ول أبا لحبيب”، بعد صراع طويل مع المرض، صراع يشبه حياتها تمامًا: صمودًا، ثباتًا، وإيمانًا بأن الضوء يولد دائمًا من رحم الألم. كانت، رحمهــا الله، أمًّا بحجم وطن… امرأة من طينة الحرائر اللواتي ينجبن جيلاً من الرجال والنساء المخلصين، المشتعلين بالكرامة والعزة، ووهبت لهذا الوطن كوكبة ساطعة من المناضلين حملوا الرسالة، وتشربوا قيمها من يدَيها، فصاروا امتدادًا لها في الأرض والذاكرة.

إن رحيل هذه الأم المناضلة لا يمحو أثرها، بل يخلّده. فالنساء من أمثالها لا يغادِرن… إنهن يبقين في ملامح الأبناء، في مواقفهم، في صلابـتهم حين تهبّ رياح القهر، وفي انحيازهم الدائم للحقّ مهما اشتدّ الظلام.

كانت رحمها الله تُدرك أن تربية جيل مقاوم هي أعظم أشكال النضال، فأدّت رسالتها كاملة، ورحلت وهي تحمل شرف المناضلات الأُوَل اللواتي لم يضعفن أمام المرض ولا أمام قسوة الحياة.

نسأل الله العلي القدير أن يتغمّدها بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدّمته لوطنها وأبنائها صدقة جارية في سجل أعمالها، وأن يربط على قلوب من فقدوها، ويجبر كسرهم، ويعينهم على المضيّ على خطاها بثباتٍ ووفاء.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.