أبناء العمال الصحراويين | بمنجم فوس بوكراع يتعرضون لإنتقام جماعي ممنهج في المخيم الصيفي “بالوما” (صــور).
«12-أكـتوبر» تطوان / المغرب
الثلاثاء : 22 يوليو 2025
توصلت المنصة الصحراوية: 12-أكتوبر للإعلام والتواصل، بعدد من الشكايات الصادرة عن عمال صحراويين بمنجم فوس بوكراع التابع للمكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، تعبر عن استنكارهم الشديد لما يتعرض له أبناؤهم من انتقام جماعي عنصري ممنهج داخل المخيم الصيفي “بالوما” بمدينة تطوان المغربية، والذي تنظمه المؤسسة سنويًا لفائدة أبناء المنخرطين.
وأكدت مصادر من داخل المخيم أن هذا السلوك التمييزي تم بأوامر مباشرة من مسؤول الشؤون الاجتماعية للمكتب الشريف للفوسفاط (OCP) “محمد الغوتي”، بالمشاركة مع مدير المشروع “زكريا” ، ونُفذ من طرف الأطر المشرفة على المخيم، في ما يبدو أنه نية مبيّتة للانتقام من الأطفال الصحراويين، من خلال سياسة إقصائية واضحة ومعاملة تمييزية مشحونة بالحقد.
فرض ارتداء ملابس سوداء وسط الإهمال والتهميش:
ومن بين الممارسات المستنكرة، قيام المشرفين بتوزيع ملابس سوداء على الأطفال الصحراويين وإجبارهم على ارتدائها، في مشهد عبثي يعكس رمزية الحزن والعقاب الجماعي المتعمد، وهو سلوك أثار صدمة لدى أولياء الأمور الذين اعتبروه “مهينًا ولا تربويًا”.
كما أكدت الشكايات أن اختيار مكان التخييم في منطقة نائية، تفتقر كليًا إلى مقومات الترفيه أو المناخ الطبيعي السليم، وسط انتشار آليات قديمة وخردة، يعزز القناعة بأن النية كانت مبيّتة ومقصودة لإذلال الأطفال الصحراويين بدل إدماجهم في أجواء تربوية وإنسانية لائقة.
تدهور خدمات التغذية والرعاية والنظافة:
ورُصد كذلك تدهور كبير في ظروف الإقامة والتغذية والنظافة، مع غياب شبه تام لأي رعاية صحية أو نفسية، وتقصير صارخ في شروط السلامة الأساسية للأطفال، ما يُعد خرقًا واضحًا للمعايير الداخلية والدولية الخاصة بالتخييم ورعاية القاصرين.
تصريح نقابي وتحذير من تصعيد الاحتقان:
وفي تصريح خاص أدلى به للمنصة الصحراوية: 12-أكـتوبر أحد الفاعلين النقابيين بالمؤسسة (نتحفظ عن ذكر هويته لأسباب أمنية)، قال إن “ما جرى في هذا المخيم الصيفي هو امتداد لسياسات ممنهجة تستهدف الصحراويين داخل مؤسسة OCP، سواء كانوا عمالًا أو أبناءهم، عبر آليات ناعمة ظاهرها إدماج اجتماعي وباطنها عقاب جماعي وتمييز صارخ”.
وأكد أن “التمادي في هذا النهج العنصري لن يمر دون رد نقابي وتنظيمي في قادم الأيام، دفاعًا عن كرامة العمال الصحراويين وحقوقهم الأساسية التي تُنتهك بشكل مفضوح”، محملًا إدارة OCP “المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا السلوك الاستفزازي وغير الأخلاقي”.
مداخيل ضخمة تقابلها سياسة تهميش ممنهجة:
وتأتي هذه الانتهاكات رغم ضخامة مداخيل المكتب الشريف للفوسفاط والتي وصلت السنة الماضية إلى 69 مليار درهم 79 ٪في المئة منها تعود لمنجم فوس بوكراع بمدينة العيون المحتلة، والتي تُقدّر بمليارات الدولارات سنويًا، حيث لا ينعكس هذا العائد الاقتصادي على تحسين أوضاع العمال الصحراويين أو ضمان حقوقهم في السكن، والعلاج، والترقي الوظيفي، والعدالة الاجتماعية.
وتتوالى شكايات التهميش والتمييز، ما يطرح علامات استفهام عميقة حول مدى التزام OCP بمبادئ المسؤولية الاجتماعية، ومدى احترامها للحقوق الأساسية للعاملين الصحراويين وأسرهم في ظل استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
📸صـــور:
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.