أول سقطات | المبعوث الأممي “ستيفان دي مستورا” خلال زيارته الأخيرة لمدينة العيون المحتلة.

978

🇪🇭 العيون المحتلة – عاصمة – الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية🇺🇳

الخميس:07 سبتمبر 2023

جولة المبعوث الأممي” دي مستورا” التي قام بها صباح يوم الاربعاء الماضي: 06 سبتمبر 2023 في العيون المحتلة بمنشآت و مشاريع الاحتلال، (مايسميه المشاريع من اجل التنمية والنهوض الإقتصادي بالمنطقة)، وماهي في الحقيقة، الا مشاريع شيدت من أجل تكريس الاحتلال و توسيع منفعته الإستطانية الإستعمارية، لأجل الإسراع بوتيرة التغير الديمغرافي بالمنطقة، وتعزيز سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي التي تنهجها القوة المغربية المحتلة في حق الشعب الصحراوي بالمدن المحتلة من التراب الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
تعتبر هذه الجولة، أول سقطات هذا المبعوث “دي مستورا”، في مسار البحث عن حل يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والحرية و الإستقلال، فهي خطوة تتناقض تماما مع الوضعية القانونية والسياسية لإقليم الصحراء الغربية المحتلة، المسجل باللوائح الأممية ضمن قضايا تصفية الإستعمار، الشاهد هنا أن قضايا تصفية الإستعمار تحل عن طريق تقرير المصير ، حسب القانون الدولي والقانون الإنساني وحقوق الإنسان وحتى ميثاق الأمم المتحدة الذي هو قانون دول الوصايا التى تحكم مجلس الأمن، والتناقض فيه واضح هنا وجلي، الوصايا يتحمل مسؤوليتها الإستعمار الإسباني وليس المحتل المغربي.
اذا نفهم من هذا التحرك أن المبعوث يتحرك تحت طائلة رغبات هذه الوصاية القديمة بحلة جديدة.
لأنه بكل بساطة وجود هذه المنشآت والمشاريع المزعومة التي أقامها الإحتلال هي في حد ذاتها إنتهاك لكل القوانين المذكورة سلفا والتي تلزم المبعوث العمل والإلتزام بها، اما تجول صديقنا المبعوث بها هو أنتهاك وخرق اشد من الأول.

المبعوث يدرك جيدا السند القانون والمسطرة القانونية في هذا الاتجاه، كما يدرك كذلك الخلفية القانونية المترتبة عن ذلك.

الإقدام على هذا الفعل يظهر حجم الانحياز والتواطؤ، الذي يعكس ثمن الصفقة المبرمة بين المحتل الذي سيكون سخيا كعادته والمبعوث الأممي الذي اصبح ثمنه باهضا بسبب الضغوط الدولية والحرب القائمة بين المحتل المغربي وجبهة البوليساريو، مع ان ارشيفه في الارتزاق غير بعيد، يبدو أننا امام فضيحة تلقي بظلالها على “مغرب كيت” من جديد وبطعم اخر.

يدرك صديقنا المبعوث جيدا أن هذه المشاريع والمنشآت شيدت من رأس مال ثروات الشعب الصحراوي المالك الفعلي والحصري لها، وقد دفع ثمنها غاليا بدماء قوافل من الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى، ومعانات وآهات اليتامى والثكالى والأرامل على مدار أزيد من خمسون سنة خلت.

أما بخصوص السقطة الثانية أو الانحياز البين, لصديقنا المبعوث متمثل في الوقت الكافي الذي أعطاه بصدر رحب لسلطات المحتل ومن معهم، بحيث منحهم أكثر من 48 ساعة، بينما خنق المجتمع المدني الصحراوي في الوقت ولم يسخى لهم الا بساعتين لا أكثر، ولم يقبل الا بلقاء 12 من اللجان وجمعيات حقوقية واعلامية، كما نسجل هنا تجاهل فريق العمل الخاص بالمبعوث العديد من الطلبات المقدمة من اللجان وجمعيات المجتمع المدني الصحراوي، بحجة أنه لا يوجد وقت كافي للمبعوث.

تجدر الإشارة أن المبعوث الأممي “دي مستورا” سيقدم تقريره بخصوص هذه الجولة للأمين العام للأمم المتحدة بداية شهر أكتوبر 2023 القادم أمام مجلس الأمن وانا له لناظرون.

التعليقات مغلقة.