اللصوصية الدبلوماسية المغربية | الوفد المغربي بالإتحاد الإفريقي يختزل العمل السياسي في سرقة الأعلام.

58

«12-أكـتوبر» مالابو/ غينيا الاستوائية

الخميس: 10 يوليو 2025

في سابقة مثيرة للسخرية ومثيرة للقلق في آنٍ معًا، شهدت قاعة الاجتماعات الخاصة بالمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي (اجتماع وزراء الخارجية)، المنعقد بالعاصمة الغينية مالابو، حادثة خطيرة تمثلت في اختفاء علم الجمهورية الصحراوية من مكانه الرسمي داخل القاعة.

الحادث، الذي سرعان ما أثار موجة من الاستنكار في صفوف الوفود الحاضرة، اعتُبر انتهاكاً صارخاً للأعراف الدبلوماسية، وخرقاً غير مقبول للضوابط التي تحكم الاجتماعات متعددة الأطراف، خاصة داخل منظمة قارية كالاتحاد الإفريقي، حيث يُفترض التزام الدول الأعضاء باحترام السيادة المتبادلة ومبادئ التعامل الحضاري.

ووفق مصادر دبلوماسية متطابقة من داخل الاجتماع، فقد اتجهت أصابع الاتهام مباشرة نحو الوفد المغربي، الذي يواصل منذ سنوات نهج التوتير والعداء تجاه الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي، في محاولات متكررة للمساس بمكانتها القانونية داخل المنظمة القارية.

الوفود الإفريقية المشتركة عبّرت عن استيائها العميق من هذا السلوك “غير اللائق”، واشترطت – بإجماع – إعادة العلم الصحراوي إلى مكانه كشرط لاستئناف أشغال الاجتماع. وهو ما تم فعلاً تنفيذه من طرف طاقم البروتوكول التابع للاتحاد الإفريقي، الذي أعاد العلم إلى مكانه الرسمي.

هذه الحادثة، وإن بدت عبثية في ظاهرها، فقد كشفت مجددًا عن النهج الذي يتبعه المغرب داخل الاتحاد الإفريقي منذ إعادة انضمامه إليه سنة 2017، والمتمثل – حسب مراقبين – في محاولات ممنهجة لإرباك المؤسسة القارية وخلق الأزمات داخلها، في انسجام واضح مع أجندات خارجية تسعى إلى ضرب مصداقية الاتحاد وتقويض وحدته.

وأكدت وفود مشاركة على ضرورة أن يواجه الاتحاد هذه التجاوزات المتكررة بإجراءات حازمة، تضع حدًا لمحاولات بعض الأطراف تحويل فضاءات العمل الدبلوماسي إلى مسرح لسلوكيات لا تليق بكرامة الدول الأعضاء ولا بأهداف الاتحاد الإفريقي كفضاء موحد للتعاون والاحترام المتبادل.

ويمثل الجمهورية الصحراوية في هذا الاجتماع وفد دبلوماسي يقوده وزير الشؤون الخارجية والشؤون الإفريقية السيد “محمد يسلم بيسط”، إلى جانب السفير الصحراوي لدى إثيوبيا وممثلها الدائم لدى الاتحاد الإفريقي السيد “لمن اباعلي”. 

التعليقات مغلقة.