المرصد الصحراوي | ممارسات الدولة المغربية داخل المخيمات الصيفية تنتهك اتفاقية حقوق الطفل وتمس بأبناء فوسبوكراع.

27

«12-أكـتوبر» العيون المحتلة / الصحراء الغربية

الخميس : 24 يوليو 2025

في سياق الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، تستمر الدولة المغربية في استهداف الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي، ليس فقط عبر القمع المباشر، بل من خلال سياسات ناعمة تحمل طابعًا تربويًا أو اجتماعيا، لكنها تنطوي على تمييز ممنهج وتهميش مقصود. وفي هذا الإطار، تابع المرصد الصحراوي للطفل والمرأة ببالغ القلق ما تعرّض له أطفال صحراويون من أبناء العمال الصحراويين بشركة فوسبوكراع خلال مشاركتهم في المخيمات الصيفية التي تنظمها الدولة المغربية، حيث تحوّلت هذه الفضاءات، التي يُفترض أن تكون بيئة آمنة وممتعة، إلى أدوات لإعادة إنتاج الإقصاء وطمس الهوية الثقافية الوطنية.

وتأتي هذه الممارسات في سياق أوسع من الانتهاكات التي تطال الطفولة الصحراوية، سواء داخل المؤسسات التعليمية أو التربوية أو الترفيهية، في خرق صارخ للمواثيق الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

نص البيان:

في وقت يُفترض فيه أن تكون المخيمات الصيفية فضاءات للفرح واللعب والتعلم، تحوّلت تجربة عدد من الأطفال الصحراويين – من أبناء العمال الصحراويين بشركة فوسبوكراع – إلى محطة مؤلمة مليئة بالإقصاء والإهمال وسوء المعاملة، داخل ما يُعرف بالمخيمات الصيفية المنظمة من طرف الدولة المغربية.

المرصد الصحراوي للطفل والمرأة بالعيون المحتلة، وهو يتابع هذه الوقائع بقلق بالغ، لا يعتبر ما جرى مجرد اختلالات إدارية أو تجاوزات معزولة، بل تجلٍ صارخ لسياسة تمييز ممنهجة تطال الطفولة الصحراوية حتى في أبسط حقوقها: الحق في الترفيه، في بيئة آمنة، وفي معاملة إنسانية تحفظ كرامتها.

ووفقًا لشهادات متطابقة لأسر الأطفال المتضررين، فقد تم التعامل مع أبنائهم داخل هذه المخيمات بأساليب مهينة، شملت الإقصاء المتعمد، الإهمال الصحي والنفسي، وتجاهل تام للاحتياجات التربوية والترفيهية الملائمة، فضلًا عن مظاهر عنصرية واضحة في المعاملة والتواصل، تعكس ذهنية استعمارية متجذرة في تعامل المؤسسات المغربية مع أبناء الشعب الصحراوي.

وإذ يُدين المرصد بشدة هذه الانتهاكات التي تُشكّل خرقًا صريحًا لاتفاقية حقوق الطفل والمواثيق الدولية التي تضمن حق الطفل في الحماية والرعاية دون تمييز، فإنه يُذكّر بأن هذه الممارسات تتجاوز الإطار التربوي لتصل إلى مستويات خطيرة من التوجيه السياسي، عبر زرع مضامين مؤدلجة وتمرير رسائل موجهة تهدف إلى طمس الهوية الوطنية والثقافية للأطفال الصحراويين، في محاولة لتطبيع واقع الاحتلال وقبول مظاهره.

بناءً عليه، فإن المرصد الصحراوي للطفل والمرأة بالعيون المحتلة:

  • يدين بشدة كل أشكال التمييز والإهمال والمعاملة المهينة التي طالت الأطفال الصحراويين داخل هذه المخيمات.

  • يطالب بفتح تحقيق نزيه ومستقل حول حيثيات وظروف ما جرى، وترتيب المسؤوليات ومحاسبة الجهات المتورطة.

  • يحذر من استمرار استغلال هذه الفضاءات التربوية لتوجيه الأطفال الصحراويين سياسيًا وإيديولوجيًا، بما يُخالف أبسط مبادئ التربية السليمة ويُكرّس سياسات الطمس الثقافي والاستلاب.

  • يُؤكد التزامه الكامل بمواصلة رصد وتوثيق كل أشكال الانتهاك التي تطال الأطفال والنساء الصحراويين، والعمل على فضحها أمام الهيئات والآليات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفل.

ختامًا، فإننا في المرصد نعتبر أن احترام كرامة الطفل الصحراوي هو اختبار حقيقي لنية المجتمع الدولي في دعم العدالة، وأن التطبيع مع سياسات الاحتلال لا يمكن إلا أن يُعمّق من معاناة الأجيال القادمة ويُعيد إنتاج واقع القهر والتهميش.

عن المكتب التنفيذي للمرصد الصحراوي للطفل والمرأة – العيون المحتلة
حرر في: 24 يوليوز 2025

التعليقات مغلقة.