كلمة المنصة الصحراوية: 12-أكتوبر | بمناسبة ذكرى الوحدة الوطنية إلى كافة أبناء الشعب الصحراوي أينما وجدوا وحلّوا وارتحلوا.

0

«12-أكـتوبر» العيون المحتلة  /  الصحراء الغربية

الأحد: 05 أكتوبر 2025

بسم الله الرحمن الرحيم،

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،

السيدات والسادة، الرفيقات والرفاق،

تحية الصمود والوحدة والنضال.

في الثاني عشر من أكتوبر سنة 1975 هذا اليوم المجيد، خطّ الشعب الصحراوي بمداد من فخر وإيمان، ملحمة الوحدة الوطنية، التي لم تكن شعاراً يُرفع، ولا عنواناً يُتغنّى به، بل كانت إنجازاً تاريخياً عظيماً انتشل شعبنا من غياهب الشتات، وأنقذه من براثن مؤامرات القوى الاستعمارية، ليصبح جسداً واحداً ينبض بإرادة الحرية والتحرير.

لكن، حين نتحدث عن الوحدة، يجب أن نضع ألف سطر تحت كلمة الوطنية.

فالحديث هنا ليس عن وحدة شكلية أو مصالح ضيقة، بل عن وحدة الوطنيين من أبناء هذا الشعب الأبي، أولئك الذين ضحّوا بأموالهم وأنفسهم، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل كرامة الوطن وحرية الشعب.

أما الانتهازيون والعملاء والمستفيدون من معاناة شعبهم، فلا مكان لهم في معاني هذه الوحدة، لأنهم في حقيقتهم وبال على الوطن، وخطر على الوحدة الوطنية ذاتها.

ولعلنا نستأنس في هذا المعنى بقول الله تعالى في قصة موسى وهارون عليهما السلام، حين قال هارون لأخيه في سورة طه الآية 94:

“يا ابن أمي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي.”

وفي التفسير، نعلم هنا أن تفرقة بني إسرائيل حينها كانت أعظم إثماً من شركهم بعبادة العجل، لأن الفرقة تفتك بجوهر الأمة، وتنسف بنيانها من الداخل.

وهنا نقولها بصوتٍ عالٍ: إن من يعمل اليوم على تفريق الشعب الصحراوي وتمزيق صفوفه يرتكب جرماً عظيماً، يتجاوز في خطورته كل الذنوب، لأنه يهدم وحدة شعبٍ نذر نفسه للحرية والاستقلال.

ومن هذا المنطلق، نردّ على من يحاول زرع الفتنة بين أبناء الوطن، باستغلال القبلية والعصبية المقيتة، بما قاله النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم:

إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ , مؤمنٌ تقيٌّ , وفاجرٌ شقيٌّ , أنتم بنو آدمَ , وآدم من تراب, لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ , إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ , أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ .

وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام:

“ليس منّا من دعا إلى عصبية، أو قاتل من أجل عصبية، أو مات من أجل عصبية”،

وفي الحديث الآخر:

“دعوها فإنها منتنة.”

بهذا المنهج النبوي، نعلم أن الدعوة إلى القبلية أو الجهوية أو العصبية هي رجس من بقايا الجاهلية، وأن من يروج لها بيننا إنما يخدم أعداء الشعب الصحراوي عن قصد أو عن جهل.

لقد كانت القبائل العربية في الجاهلية متفرقة متناحرة، حتى جاءها الإسلام فوحّدها تحت راية العقيدة والعدل والكرامة.

وكذلك كان حال قبائلنا الصحراوية قبل ميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حيث عانت من التشتت والجهل وعبث المستعمر، حتى جاءت الجبهة الشعبية فجمعت الشتات، ووحّدت الصف، وأعادت للشعب هويته، وللوطن رسالته.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح الشعب الصحراوي واحداً من محاميد الغزلان إلى لكويرة، يحمل راية واحدة وهدفاً واحداً: حرية واستقلال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

فلنحافظ على هذه الوحدة كما نحافظ على دماء الشهداء،

ولنحذر ممن يتاجرون باسم الوطن ليزرعوا الفرقة في صفوفنا،

ولنرددها عهداً لا ينكسر:

الوحدة الوطنية قدرنا ومصيرنا، والثورة طريقنا، والنصر وعد الله للمؤمنين الصادقين.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،

والنصر الحتمي للشعب الصحراوي المكافح.

والسلام عليكم ورحمة الله

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.