موجة رحيل: للمستوطنين المغاربة | من العيون المحتلة خوفا من تداعيات الحرب المفتوحة وتوسع رقعة القصف وإدارة الاحتلال بالمرصاد لهم.
«12-أكـتوبر» العيون المحتلة / الصحراء الغربية
الأربعاء: 18 سبتمبر 2024
عرفت مدينة العيون المحتلة خلال اشهر الصيف الماضية وبالتحديد منذ نهاية شهر يونيو موجة، هروب ورحيل اعداد كبيرة من عائلات المستوطنين المغاربة.
من خلال استطلاع استقصائي عمل عليه فريق 12-أكتوبر يتضح من خلاله أن المستوطنين المغاربة بالصحراء الغربية باتوا يشعرون بالرعب والخوف من تداعيات الحرب المفتوحة في الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والجيش الملكي المغربي.
إذ يؤكد فريق عملنا أن عودة المستوطنين هذه إلى أماكنهم من حيث اتوا، ليست سرية لكنها ايضا لم تكن بشكل علني، كما كشف الفريق أن هذا القرار جاء من هؤلاء نتيجة ما شاهدوه من أقصاف صاروخية على مدينة السمارة والحزام الناقل للفوسفاط من طرف مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، منذ ذلك الحين وهم ينتظرون أنتهاء السنة الدراسية 2024/2023 لترحيل عائلاتهم.
في سياق عملية البحث تواصل الفريق مع خمسة من سائقي الشاحنات المغربية وممن باشروا عمليات الترحيل هذه، سنكتفي بالإشارة إلى الأسماء حفاظا على سلامتهم، مع طرح عدد العائلات المغادرة التي أشرف كل واحد من هولاء على ترحيلها:
(ج، م) 27 رحلة + (د، م) 31 رحلة + (ن، ع) 27 رحلة + (ش+خ) 32 رحلة + (ع، ز) 30 رحلة، ليصل إجمالي عدد الرحلات المتوصل اليها بشكل مباشر 147 رحلة، أما الرقم الحقيقي يرجح الفريق بأنه يتراوح بين 200 أو 270 لأن الرقم المؤكد لا يمكن الوصول اليه نظرا لأن المستوطنين وسائق الشاحنات يتخوفون من الإجراءات القمعية لسلطات الإحتلال، والتي يمكن أن تصل للإعتقال و السجن.
يشير الفريق إلى أن معظم المستوطنين المغادرين هم من قطاع التعليم ومن خلال التواصل مع المعلم (ح، ع) أكد لنا “أن كل من غادروا مقتنعين بأنه لم يعد لهم مكان للعيش هنا، لأن الحرب توسعت والمنطقة باتت على صفيح ساخن عكس ما يسوق له نظام المخزن”، يضيف قائلا: “جئنا هاربين من الفقر والجوع من اجل الاستقرار والعيش، وها نحن نعود هاربين خوفا من الحرب والموت”.
من جهة أخرى كانت إدارة الإحتلال بالمرصاد لهؤلاء المستوطنين لما عادوا بعد انقضاء العطلة الصيفية حين فتحت المدارس ابوابها، تفاجؤو بمنعهم من الحصول على وثيقة الانتقال المدرسية لأبنائهم من طرف إدارة الإحتلال هذه الصدمة خلفت سخط وغضب عند الجميع بمن فيهم المستوطنين المقيمين، في هذا الإطار يقول أحدهم “لن أعود مهما كانت قوة الابتزاز من طرف المخزن ولو بقي أبنائي بدون دراسة سنة أو سنتين”.
خيار العودة لم يعد وارد عند هؤلاء مهما كانت التضحيات، أما بالنسبة لنظام الإحتلال فقد إتخذ عدة إجراءات عقابية ضدهم، تخوفا من إنتشار العدوى الفكرية إلى باقي المستوطنين.
جرى التذكير أن جل المستوطنين الذين حضرو أحداث ملحمة “أكديم إيزيك” التاريخية وما قبلها وبعد إستئناف الحرب في 13 نوفمبر 2024 لم يعد لهم رغبة في البقاء وخاصة بعد ماوصلت أقصاف جيش التحرير الشعبي الصحراوي لكل من الكركرات والسمارة والحزام الناقل الفوسفاط قرب مدينة العيون بل أصبح حديثهم اليومي أن سيناريو طوفان الأقصى “7 أكتوبر” أصبح وارد في الجزء المحتل من الصحراء الغربية.
كما نبه الكثير منهم أن ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال مؤخرا من إستفزاز للمدنيين الصحراويين عبر مصادرة أراضيهم، هدم وحرق مساكنهم لن يمر مرور الكرام عند الشعب الصحراوي، قد عرفنا هذا الشعب منذ الازل مكمن لكل خير لكنهم في حالة تعرضهم للظلم مصدرا لكل شر يقول أحدهم.
التعليقات مغلقة.