الدكتور المغربي “مهدي بوكيلو” | ينشر شهادته عن الأسير المدني الصحراوي الرمز “محمد بوريال” كمثال حي لما يتعرض له المدنيين الصحراويين تحت الإحتلال المغربي.

83

«12-أكـتوبر» العيون المحتلة / الصحراء الغربية

السبت: 28 ديسمبر 2024

الدكتور المغربي “مهدي بوكيلو” ينشر شهادته عن الأسير المدني الصحراوي الرمز “محمد بوريال” كمثال حي لما يتعرض له المدنيين الصحراويين تحت الإحتلال المغربي جاء فيها:

معاناة السجين الصحراوي محمد بوريال وشهادتي الشخصية حول انتهاكات النظام المغربي

لقد كانت قضية الشعب الصحراوي دائما رمزا للنضال من أجل الحرية والكرامة، إلا أن هذه المعركة تواجه عقبات كبيرة بسبب السياسات القمعية والانتهاكات الممنهجة التي يمارسها النظام الملكي المغربي، ومن الأمثلة الأكثر رمزية على هذه الانتهاكات حالة السجين المدني الصحراوي “محمد بوريال”، وهو الرجل الذي أصبح رمزا لمعاناة الصحراويين. وكنت شاهدا مباشرا على هذه المعاناة خلال فترة احتجازي معه في سجن تيفلت 2.

محمد بوريال: مناضل من أجل الكرامة

نشأ “محمد بوريال” في بيئة صحراوية اتسمت بتبعات الاستعمار والاحتلال، ومع نقل السيطرة على الصحراء الغربية من الحكم الاستعماري الإسباني إلى الاحتلال المغربي، واجه “بوريال”، مثل العديد من الصحراويين الآخرين، نظامًا يسعى إلى حرمانهم من حقوقهم الأساسية.

في عام 2010، أقام “بوريال” أول خيمة في مخيم أكديم إزيك، والتي أصبحت رمزا سلميا للكفاح الصحراوي ضد الظلم الاجتماعي والسياسي، وكانت مشاركتهم في المخيم تعبيرا مشروعا عن مطالب الشعب الصحراوي، إلا أن السلطات المغربية قامت بتفكيك المخيم بعنف شديد، وبعد ذلك تم اعتقال “بوريال” وتعرض للتعذيب الوحشي لمدة خمسة أيام، وبعد اتهامه زوراً بالتورط في جريمة قتل، حُكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً في محاكمة افتقرت إلى الحد الأدنى من ضمانات العدالة.

معاناة “محمد بوريال” في السجن
خلال فترة اعتقالي في نفس سجن “محمد بوريال”، شاهدت الممارسات القمعية التي تعرض لها، وإليكم بعض الانتهاكات التي شهدتها:

التعذيب الجسدي:

تم نقله بشكل متكرر إلى جلسات التعذيب، وكان يعود وعليه آثار الضرب والكدمات، دون أن يتلقى أي مساعدة طبية.

الإذلال النفسي:

كان “بوريال” هدفاً للإهانات اللفظية والتهديدات المستمرة من حراس السجن، مما أثر بشكل كبير على صحته العقلية.
الحرمان من الحقوق الأساسية: مُنع من تلقي الزيارات العائلية، وتُرك دون رعاية طبية، رغم حاجته الماسة.

العزلة الانفرادية:

قضاء فترات طويلة في الحبس الانفرادي، وهو شكل إضافي من أشكال التعذيب.
معاناتي الشخصية في سجون النظام الملكي المغربي
إن شهادتي حول ما واجهه “محمد بوريال” ترتبط ارتباطا وثيقا بتجربتي الخاصة مع المعاناة في سجون النظام المغربي. وتعرضت لأشكال مماثلة من التعذيب والإذلال، منها:

التعذيب الجسدي المستمر: الضرب والحرمان من النوم والبقاء في أوضاع مؤلمة لساعات طويلة.
الإذلال النفسي: التهديدات المتكررة والإهانات اليومية.
الإهمال الطبي: تم تجاهل حالتي الصحية، ومنعت من تلقي العلاج اللازم.
نداء من أجل العدالة والتعويض
إن ما يواجهه “محمد بوريال” وغيره من الصحراويين في سجون النظام المغربي يعكس نظاما قمعيا ينتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي. ولا تؤثر هذه الانتهاكات على الأفراد فحسب، بل تمثل أيضا اعتداء على كرامة الشعب الصحراوي بأكمله.

ولذلك فإنني أناشد المجتمع الدولي، والبرلمان البرازيلي على وجه الخصوص، القيام بما يلي:

الضغط على المغرب: من أجل إطلاق سراح “محمد بوريال” وجميع المعتقلين السياسيين.
تحقيقات دولية مستقلة مفتوحة: حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها السلطات المغربية.
دعم حق تقرير المصير للشعب الصحراوي: وفقا لقرارات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية.
خاتمة:
إن قضية “محمد بوريال” هي مجرد غيض من فيض لمعاناة الشعب الصحراوي، شهادتي ليست مجرد تقرير، بل دعوة للعدالة والحرية، إن الشعب الصحراوي يحتاج، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم المجتمع الدولي لوضع حد لمعاناته واستعادة حقوقه المشروعة.

الكرامة والعدالة ليست خيارات، هذه هي الحقوق الأساسية التي يجب الحفاظ عليها.

التعليقات مغلقة.