غموض حول نقل إدارة الأجواء الصحراوية | إتهامات موجهة للحكومة الإسبانية بعدم التزام الشفافية بشأن المفاوضات على إدارة أجواء الصحراء الغربية المحتلة.
«12-أكـتوبر» مدريد/ إسبانيا
الإثنين:06 يناير 2025
أثار تستر الحكومة الإسبانية برئاسة “بيدرو سانشيز”، على ما تردد بشأن وجود مفاوضات مع نظام الإحتلال المغربي لتسليمه إدارة الأجواء في الصحراء الغربية، حالة من الشكوك وسط البرلمانيين والإعلام الإسباني، في احتمالية وجود صفقة سرية بين الرباط ومدريد، من شأنها أن تخلط الأوراق من جديد في المنطقة.
ورغم طلبات الإحاطة المتكررة التي يقدمها النواب وأعضاء مجلس الشيوخ في مقر البرلمان الإسباني، إلا أن “خوسي مانويل ألبارس”، وزير الشؤون الخارجية في حكومة “سانشيز”، يرفض تقديم معلومات محدثة حول المحادثات الجارية لنقل المجال الجوي للصحراء الغربية إلى المغرب، وفق ما أوردته صحيفة “إل إندباندينات” الإسبانية.
هذا الانشغال فجره الرد المكتوب الذي تم إرساله إلى “خافيير أرماس”، وهو عضو مجلس الشيوخ الإسباني، الذي طالب الحكومة بالتزام الشفافية والوضوح في مواجهة معلومات “موثوقة للغاية” حول نقل إدارة الأجواء في الصحراء الغربية إلى نظام الإحتلال المغربي، التي تدار حاليًا من جزر الكناري، وفق المصدر، الذي عبر عن مخاوفه من أن يقوم قصر مونكلوا (الحكومة) بوضع اللمسات الأخيرة على قرار التنازل عن توفير خدمات الملاحة الجوية (ATS) للمجال الجوي من الصحراء الغربية إلى المملكة العلوية، “بحجة سخيفة مفادها أنه لا يتم نقل المجال الجوي الموكل إلينا قانونيا، بل فقط توفير خدمة ATS”.
وتجنبت وزارة الخارجية الإسبانية الرد على طلب الإحاطة، وبالمقابل أحالت صاحب السؤال البرلماني إلى تصريح سابق لوزير الخارجية، “مانويل ألباريس”: “تشير حكومة إسبانيا إلى مداخلة وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسي “مانويل ألبارس” بوينو، أمام الجلسة العامة لمجلس النواب ردا على السؤال الشفهي المتعلق بالملف رقم 180/000444 (هل تتوقعون عمليات نقل السيادة التي تديرها إسبانيا في الصحراء الغربية إلى المغرب؟) خلال جلسة المراقبة في 18 ديسمبر 2024”.
وفي مواجهة هذا الرد غير المقنع، يعتبر النائب “أرماس”، وفق “إل إندباندينات” أن “هذا مثال على افتقار الحكومة إلى الشفافية” في قضية المحادثات حول نقل إدارة الأجواء الصحراوية، التي اعترفت بها إدارة “البارس” نفسها للصحيفة منذ أكثر من عام”.
في المداخلة التي أحيل النائب عليها، وصف “ألبارس” المعلومات حول النقل الوشيك لإدارة المجال الجوي للصحراء الغربية بأنها “خدعة” للحزب الشعبي المعارض، والتي جاءت ردا على طلب قدمه النائب، “جون إيناريتو”. كما تحدث “ألبارس” على أن “هناك خارطة طريق واضحة وشفافة بين إسبانيا والنظام المغربي والتي يجري تنفيذها”.
وتتهم حكومة “بيدرو سانشيز” من قبل المعارضة والإعلام الإسبانيين، بعدم التزام الشفافية بشأن المفاوضات القائمة حول ملف إدارة الأجواء في الصحراء الغربية، فقد رفضت كل من وزارة الخارجية ومؤسسة “إينار” وهي هيئة عمومية مكلفة بإدارة الملاحة الجوية في إسبانيا، تقديم معلومات عن الوضع الحالي للمفاوضات، التي اعترفت “مونكلوا” بوجودها في مارس 2023، في رد مكتوب على عضو مجلس الشيوخ عن تحالف جزر الكناري آنذاك، “فرناندو كلافيجو”، الذي يرأس حاليا الحكومة الإقليمية في الجزر، التي تدار منها الملاحة الجوية في الصحراء الغربية.
وفي مواجهة سياسة الغموض المنتهجة من قبل حكومة مدريد، أكدت الصحيفة الإسبانية أن ما بين 15 و20 بالمائة من المجال الجوي للمستعمرة الإسبانية السابقة (الصحراء الغربية)، والتي تدار من جزر الكناري، يخضع بالفعل لسيطرة لنظام الإحتلال المغربي، في تطور خطير يتنافى ومقررات الأمم المتحدة، التي تعتبر إسبانيا هي القوة المكلفة بإدارة إقليم الصحراء الغربية غير المتمتع بالحكم الذاتي.
التعليقات مغلقة.