مدير مكتب كناريا يعزي | في رحيل قيصر الإنتفاضة رفيق المعتقلين ومؤطر الجماهير “براهيم الصبار”.
«12-أكـتوبر» لاس بالماس / كناريا
الخميس: 14 أغسطس 2025
ورقة من يخضور هذا الوطن تسقط من علياء شجرة التضحية ، لكنها تظل خضراء بوفائها يتعهدها التزامها بخط الجبهة الشعبية بالري والسير على طريق عبده شهداء يفسحون المجال للمناضل الكبير “ابراهيم الصبار” ليتبوأ مكانته بين ظهرانهم نظير ما قدمه لشعبه من تضحيات جسام ستظل وسام فخر واعتزاز تتوشحه القضية الوطنية.
“ابراهيم الصبار” سفير من سفراء العهد يترجل مقبلا غير مدبر ، مقارعا بارعا للاحتلال ، لم تثنية السجون التي صارت له معها ألف حكاية وحكاية، لم تنال من عزيمته محاولات الترغيب ولا سياط الترهيب، ظل “ابراهيم الصبار” صبارا في وفائه ، صبارا في صموده ، صبارا في مرافعاته ، صبارا في شجاعته، وصبارا في شعره وفي مداخلاته عبر منصات المرافعة عن حياض حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال .
نعم هكذا يولد العظماء ، وهكذا يرحلون، ولد “ابراهيم الصبار” على فطرة بصيرة شعبه وحب وطنه، دافع عن حرمة بلاده، وتوعدها بالوفاء، فالتزم بذلك، الى أن ختم قسمه بالشهادة ونحتسبه عند الله كذلك، انه قيصر الانتفاضة، ورفيق المعتقلين، ومؤطر الجماهير ، ومقدم الصفوف ودليل حملة الراية ، أين خضبت دماؤه شوارع العيون والسمارة والداخلة وبوجدور، فمن لا يتذكر الرجل موشحا بالعلم الوطني والدماء مدرجة على تقاسيم وجه.
انه أحد قامات انتفاضة الاستقلال، الذي عمل في السر والعلن مكرسا حياته لخدمة شعبه، ناضل من أجل فرض الحرية والاستقلال، عمل بصمت ووفاء، ساهم بدور كبير في كشف الانتهاكات المغربية لحقوق الانسان بالجزء المحتل من ترابنا الوطني عبر تقديم إثباتات لا تقبل التشكيك على الجرائم المروعة التي ارتكبت في المسالخ المغربية، من سجون ومخافر للتحقيق، ودهاليز للقمع والترهيب.
ننعيك شهيدا أيها البطل، وكفاك فخرا أنك أوفيت بعهدك، ننعيك وفيا لعهد الشهداء ، في زمن يصاب فيه الضعفاء بالتردد، ننعيك صابرا في زمن يتسلل فيه القنوط واليأس الى نفوس من خانوا العهد فدارت عليهم الدائرة، ننعيك بطلا تستحق التكريم والتبجيل والعرفان.
التعليقات مغلقة.